مقالات هتعجبك

تشريح عقل الإخوان: ٦- شبكة إعلامية بمعنى الكلمة

هذا المقال لن يقدم لك حصرا بأسماء القنوات الإعلامية التابعة للجزيرة، لكنه سيقدم لك ما هو أهم، العقلية التي أنبتت المشروع

١

العقد الأخير من الألفية الثانية بدأ بداية درامية بغزو بلد عربي، لجار عربي. كان هذا مقتلا لليسار القومي العروبي، أصابهم بلوثة سياسية وإنسانية بانت في تخبط مواقفهم، وتخبط الحجج التي ساقوها تبريرا لهذه المواقف. كان الغزو طعنة أخيرة بعد مرحلة احتضار طويلة.

في نفس العقد ظهرت إلى السطح نتيجة التحولات الاجتماعية التي شهدتها الجمهوريات في العقود السابقة. الجزائر دخلت صراعا دمويا بين العسكريين والإسلاميين بعد انتخابات مبتسرة فاز الإسلاميون في جولتها الأولى. إمام اليسار العروبي في العراق أعلن ما أسماه ”الحملة الإيمانية“. اليساري حسن حنفي كتب عن ”اليسار الإسلامي“. الشيوعي السابق د. عبد الوهاب المسيري صبغ الانتقاد الماركسي للغرب بصبغة إسلامية. والاتحاد السوفيين كله تفكك.

screenshot 8.png

في هذه الأجواء، واتساقا مع هذه التحولات الكبرى، نشأت بذرة المشروع القطري الإخواني. الذي بدأ في أوله معبرا عن هذا التحالف الجديد، سَقْطُ اليسار العروبي في شبكة الإخوان المسلمين، ضد خصومهما الإقليميين المعتادين. مشروع ”بعث“ سياسي جديد، حجارته أنقاض ”البعث“ات السابقة. توالفت الشعارات لتقدم لكلا الفريقين خدمة ”تسويقية مهمة“.

حين أقول ”شبكة الإخوان المسلمين“ تدور في عقلي معان أوسع مما توحي به الكلمة في استخدامها المعتاد. نعم، الإخوان شبكة بمعنى التشعب وامتداد الخيوط وتداخلها. لكنهم أيضا شبكة كشبكة السيرك وشبكة قوات المطافئ. تمنح فرصة حياة للساقطين من طبقات سياسية أو اجتماعية. والإخوان أيضا شبكة صيد لكل تائه غافل عن الفخ.

هنا انفردت شبكة الأخوان المسلمين تحت بناية السياسة المحترقة لتتلقف المتساقطين من القوميين العرب، واليسار العروبي. هؤلاء الذين انكشفت ظهورهم تماما في غزو العراق. فهربوا إلى الأمام، وسقطوا في ”فخ نجاة“ جديد.

وهكذا. كانت المتساقطون يحتاجون إلى شبكة، وكانت الشبكة تحتاج إلى وجوه.. لتجذب ”سقطا“ آخر.. ما هو؟

٢

إحدى مشاكل الإسلام السياسي الكامنة تحت الجلد هي الرثاثة الاجتماعية. صحيح أن الإسلاميين منتشرون جدا في صفوف الجامعة، لكن هذا الانتشار ارتبط في قاعدته الجماهيرية بهوامش المدن، الرفيين المغتربين في حياة الحضر، الذين وجدوا في العائلة الإسلامية تعويضا عن العائلة التي تركوها خلفهم في الريف، ووجدوا في القيم الرقابية الاجتماعية للإسلام السياسي تعويضا عن القيم الرقابية الاجتماعية لمجتمعات الريف العائلية.

عبرت الرثاثة الاجتماعية عن نفسها في المظهر الخارجي الذي تبنته جماعات الإسلام السياسي. ملابس القرون القديمة، الأكل بالأيدي، الغلظة. ولستُ في معرض تفضيل قيم على قيم ولا مظهر على مظهر، بل في معرض قياسها على معيار العصرية. وهو معيار نفسي مهم لسكان الحضر. يمثل بحكم ما هو حادث حاجزا نفسيا بين أهل الحضر وبين الحركات الإسلامية. ورغم كل محاولات الإخوان المسلمين بالذات الالتفاف عليه، مظهرا، ومهنة، إلا أنه بقي في طريقة التعاطي الثقافي. طبقة شباب الحضر تحب أن تظهر بمظهر المثقف المستخدم لتعبيرات عصرية. هذا أحد أسرار نجاح كتابات سيد قطب في الوصول إليها. أنه هو شخصيا كان أديبا مختلطا بأدباء الحضر، ومستخدما للغتهم، وطوعها في الكتابة الإسلامية. لكن مقلديه لم ينجحوا في هذا. وهو عامل، على تخفيه، مهم جدا لأي حركة تريد أن تتبوأ القيادة في مجتمع تعاطى مفردات الحداثة ونسب نفسه إليها ولو ادعاء.

بدخول اليساريين القدامى إلى شبكة الإخوان تغيرت هذه المعادلة. بكتابات اليساريين القدامى مصبوغة بالإسلام تشجع أبناء الحضر على تبني الكتابات. على اقتباس الأقوال من ”الدكتور فلان“ وليس من ”الشيخ فلان“. ظهر تيار جديد يتحدث في النقد السينمائي ويعبر عن قيمه الدينية بـ ”السينما النظيفة“، بدلا من ”السينما حرام“. يرفض السلطة بتعبيرات ”ما بعد الحداثة“ و“الأناركية“ والديمقراطية بمفهومها الماركسي، بدلا من تعبيرات ”الكفر بالطاغوت“.

مشكلة الرثاثة لم تقتصر على المجتمعات الجمهورية السنية، بل شهدتها المجتمعات الشيعية أيضا. فوجد أبناء بيروت من الشيعة في كتابات اليسار المتحالف مع ”المقاومة“ منفذا لهم من رثاثة الانتساب إلى حزب الله، بكل ما يحمل هذا الانتساب من معان طبقية طالما فروا منها من قبل. ولكن دون أن يضطروا إلى التخلي عن مظلة الطائفة التي تشغلهم وتضمن لهم الوظائف والحماية.

وفي المقابل منح الإسلاميون اليسار واليسار العروبي ما عانوا طويلا من نقصه – المدد الجماهيري. منحهم النص المؤثر، بعد أن شقوا في حفظ نصوص الماركسية ولم تسعفهم مع الجمهور.

لا بد من الإشارة هنا إلى  أن اليسار العروبي الثوري، والإسلام النضالي، متفقان في قيمهما الجوهرية. متفقان على التمييز، وإن اختلف مجال التمييز. ومتفقان على كراهية الغرب. وعلى النصوصية لا التفكير المنطقي. وهذا ساعد على العلاقة التبادلية.

هذا المقطع من حوار حسن حنفي يعبر بالضبط عما أقصده.

screenshot 9.png

هكذا التقى نوعان من النصوصيين الحفاظ، أحدهما يملك جاذبية الجماهير، والثاني يملك جاذبية النخبة. أحدهما باب للآخر إلى القبول الغربي، والآخر باب للأول إلى القبول المحلي.

وهكذا صارت شراكة نموذجية للطرفين. غيرت مظاهر الدعاة من ذوي القفاطين الأزهرية إلى أصحاب البذلات، من زوايا المساجد النائية إلى بيوت الطبقة الوسطى العليا، ومن التجمعات الذكورية ورائحة المسك، إلى التجمعات المختلطة والملابس السينييه. ومن كهوف أفغانستان إلى استوديوهات الجزيرة.

وانقلبت الآية، فصار التحالف اليساري الإسلامي هو الذي يتحدث عن ”الديمقراطية“ والتغيير، محليا، وعالميا أيضا (يذكرني هذا بأن دول الكتلة الشرقية كانت الأكثر حرصا على وضع صفة الديمقراطية في مسمياتها الرسمية). دع عنك جانبا إن كانوا يعتقدون فيها أم لا. فحتى جدل كهذا يحتاج إلى خطاب فكري لم تعد السلطات الرسمية نفسها تملكه، ناهيك أن تجيد التعبير عنه. لقد ضحت بالنباهة الفكرية منذ زمن لصالح الشعبوية. فهُزمت في ”الرسالة التسويقية“ الإعلامية على أرضها، وصولا إلى ٢٠١١، وهزمت في الرسالة التسويقية الإعلامية في العالم، وممن؟ من تيار لا يعدو أن يكون إرهابيا منمقا. هل هذا معقول؟!

٣

هل بررت الآن لماذا فصلت كل هذا التفصيل لكي أتحدث عن ”الشبكة الإعلامية“؟ لسبب بسيط. أنني لم أنو أن أقدم حصرا لعدد القنوات وأسمائها، فتلك موجودة في مقالات عدة، بل أن أدخل إلى العقل والرؤية، والقوة الدافعة المحركة.

كان الصيد الذي وقع في الشبكة هنا هو الطبقة الوسطى الساقطة من السلم الاجتماعي وسلم حيازة السلطة في ”الجمهوريات“. هذه الطبقة المهضومة الحقوق، التي أحلت الجمهوريات محلها طبقة الموظفين المكفولين من المهد إلى اللحد. نفذت دعايةُ التحالف الجديد إلى فراغٍ عريض نسيه الإعلام الرسمي الذي لم يرتق عن مستوى الوعي الأمي الريفي.

٤

شبه جزيرة قطر التي استقلت دولة عام ١٩٧١ شهدت على مدار تاريخها عبر القرون صراعات متعددة، هُزِمت فيها بسهولة. وتوارثت هذا القلق الأمني وهشاشة النفوذ جيلا بعد جيل. ورغم طبيعتها الساحلية فهي أحد أكثر مجتمعات الخليج محافظة. ولكن دون سند يترجم هذا السلوك المحافظ إلى قوة معنوية في نفوس أشباهه. فلا هي ابنة الدعوة الوهابية وإن حاولت الانتساب، ولا أرض الحرمين،. ولا هي ممثلة لطائفة متمايزة دينيا، وقانعة بحجمها، كعمان. ولا هي مجتمع جسور مرحب بنمط العيش المختلف عنه، كالإمارات. ولا حتى شيعة تلحق نفسها بإيران. بل هي شبيه بلا ميزة.

انتقل كبار من الإخوان المسلمين، أبرزهم يوسف القرضاوي، إلى قطر في الستينيات، قبل الاستقلال. وذلك بعد استفحال الصدام بين الإخوان المسلمين وبين حليفهم السابق جمال عبد الناصر والضباط الأحرار، ودخولهم إلى السجن عام ١٩٥٤، في ما يسمونه المحنة الأولى.

وجدت الجماعة الحائرة في الدولة الحائرة ملاذا جغرافيا بشريا، ووجدت الدولة الحائرة في الجماعة الحائرة ملاذا فكريا شرعيا. وجدت الجماعة الحائرة في الثروة القطرية أداة جيدة للنمو. ووجدت الدولة الحائرة في الدعوة الإخوانية أدة جيدة للنفوذ. وجدت ذهنية الجزيرة القطرية، في ذهنية الجزيرة الإخوانية، الشبيه المثالي. وقررا أن يتوكلا على الله ويبتلعا البحر من حولهما. وأن تكون البداية بقناة أسماها عقلهما الباطن: ”الجزيرة“.

٥

لكن الجزيرة لم تكن أكثر من واجهة. الحقيقة أن المشروع أكبر من ذلك كثيرا. ولم يكف عن التوسع، بدءا من مشروع سخي للغاية بدأ في نفس توقيت الجزيرة، إسلام أونلاين، ووصولا إلى شبكة من دور النشر. والجمعيات الحقوقية، والمنظمات غير الحكومية.

في هذه الشبكة وظفوا عددا كبير من ”الشغيلة“. ارتبطت مصالحهم بمصالح المركز. شغيلة لا يبدو عليهم مظهر الإسلام السياسي، لكنهم كذلك حتى العظم. ولا يبدو عليهم مناصرتهم للإرهاب. لكنهم كذلك.

بالتالي لم يكن المشروع القطري الإخواني قاصرا على فتح “منفذ توزيع” أخبار، كما هي العادة في القنوات الإخبارية، بل امتلك مزارع لزراعة الأحداث، ومصانع لتجهيزها، بل وامتلك أيضا حدا أدنى مضمونا من زبائنها. دورة إخبارية متكاملة. جمهور عريض يصنع الخبر كما تريد، جمعيات حقوقية تصدر تقارير حسب النية، ونشطاء يلقون البذرة حسب مخطط الموسم. في خلال أقل من ٢٤ ساعة ينمو النبات ويزهر ويثمر ويطرح محصوله، ويحفظ ويعلب، وتبيعه الجزيرة. هل من شروط أفضل من ذلك بالنسبة لـ “زارعي الأخبار” والراغبين في نشرها. لقد صارت الجزيرة أفضل تاجر أخبار في السوق، بأفضل شروط، وأعلى توزيع.

هذا الاتساع نجح في فرض ”الخطاب المهيمن“ على الإعلام العربي. صار هو المعيار الذي تقاس الآراء الأخرى بالنسبة إليه. حتى بالنسبة إلى من لا يمتون إلى الإخوان بصلة.

ثم إن حرص الجزيرة على ضمان وجود دائم لأخبار الإرهابيين الواضحين قدم إلى العالم رسالة تهديد ضمنية، تقول له إن هناك قاعا عميقا، فما أحلى الإخوان المسلمين.

وبالتالي فرض الإخوان المسلمون أنفسهم كـ “وسطيين”، بين الإرهابيين وبين القوى الداعية للمواطنة على أساس المواطنة، وعلى أساس تساوي الحقوق بين الجميع دون فرق من دين أو نوع. تولت الشبكة تشويه هؤلاء المسالمين المعارضين لهم فكريا. بل وتصويرهم على أنهم الوجه المقابل للإرهابيين الذين يجبرون الناس على الانصياع لأفكارهم بقوة السلاح. وطبعا يبقى الإخوان في الوسط.

سنخدع أنفسنا إن قلنا إن هذا لم ينجح. أو إن ظننا أن منعه كفيل بالانتصار عليه. لأن الشبكة الاجتماعية أكبر كثيرا مما يبدو على السطح. ولأن جيلا كاملا تربى على هذا الخطاب، واتخذه معيارًا ومقياسا. الطريق إلى الأمام ليس في الانشغال بمواجهة الإخوان المسلمين وكفى، بل في تقديم خطاب تجد فيه الطبقة الوسطى، والعدد المتزايد بضراوة من الشباب المتعلم المتحدث بالعربية، أفكارا للنقاش حولها. لا بد من نقل الكرة إلى مساحات خالية من الملعب. لو كنت من محبي كرة القدم ستعلم أن امتلاك زمام المبادرة، وفرض طريقة لعبك أنت، وترك مهمة مواجهتها للمنافسين، خير سبيل إلى الفوز. وهذا تمهيد مناسب للفقرة الأخيرة، أمامنا دقائق معدودة لقراءة الخطة قبل بدء الشوط الثاني.

٦

نجاح أي منتج في السوق يعتمد على عاملين. الجودة النسبية، والتسويق.

امتلكت الجزيرة في وقت افتتاحها الجودة النسبية، بل نعمت بسنوات من العمل بلا منافس.

في نفس الوقت كانت الجزيرة ناجحة تسويقيا، بدءا من قدرتها على تحديد الجمهور الذي تستهدفه، طبقة المتعلمين كما أوضحت أعلاه، وصولا إلى إدراكها لوجود حاجة في السوق إلى إعلام عربي يختلف عن الإعلام الرسمي. اختارت الجزيرة في بدايتها شعارا بسيطا يفي هذه الحاجة: “الرأي والرأي الآخر”. كانت تلك الميزة البيعية التي جعلتها مختلفة عن الإعلام الرسمي.

هذا بوجه عام، ما ينطبق فيه على أي منتج ينطبق على الإعلام. لكن الإعلام كمنتج يتميز بميزات إضافية خاصة. أولها أن الإعلام “show”، عرض بصري سمعي، يجب أن يمتلك أبجديات الشو. من حيث الإيقاع، الدراما، الكاريزما. هنا لانتحدث عن جودة الرسالة، بل نتحدث عم ما تراه أمامك حتى إن كنت لا تفهم اللغة.

الجزيرة حرصت على تقديم “كاراكترز”، مذيعين تحبهم أو تكرههم، لكن كلا منهم لديه ما يعلق بذهنك. هذا من ناحية الشكل. أما من ناحية الموضوع فقد قللت حجم الممنوع. ممنوع أن تتحدث عن قطر. وممنوع أن تتحدث في الدين والجنس. لكن تحدث في السياسة كما تشاء. ما دامت قطر خارج الحسبة، والإخوان خارج السلطة، فتحدث في السياسة كما تشاء. فنحن قبل أن تأتي إلينا، قد اخترنا نقطة الحوار التي سنبدأ منها. وسيلتف مجال الحوار حولها.

هذه مشكلة بالنسبة لباقي الإعلام العربي المنافس. أن مساحة المحظورات كبيرة. دولة المنشأ محظور، تمام، لكن أيضا الدول الصديقة والشقيقة والقريبة. ما هذا؟!

يجب أن يفرق الإعلام العربي بين انتقاد سياسة وبين قيادة حملة. يجب أن يتعلم الإعلام العربي، قبل فوات الأوان، من بي بي سي، التي لا تمانع حتى في انتقاد بريطانيا، طالما تضمن أن يصل رأي بريطانيا بأفضل طريقة إلى العالم. وأن تظهر الأولويات البريطانية بأفضل طريقة. ما ضرها لو انتقدت بريطانيا خمس دقائق أو عشرا، كل أسبوع أو شهر، حين تكون طرفا في الأخبار، في مقابل أنها تصل إلى العالم كله وتملك بقية الوقت.

المشكلة الثانية أن الإعلام العربي يواجه جماعات دينية، لكنه لا يناقش الدين السياسي. تخيلوا. لا يستطيع أن يناقش أي قضايا تبدأ من تحديد النسل وصولا إلى موقع الولاء والبراء في السياسة الخارجية، مرورا بقوانين الأحوال الشخصية. لماذا؟ لأنه لا يريد أن يتعرض لأحكام دينية. ويخشى أن يقول “ضيف أو ضيفة” إن المجتمعات تحتاج إلى قوانين عصرية.

الإعلام العربي في منافسة مع خصم محظور عليه فيها أن يلمس سيف الخصم ودرعه وقوسه وسهمه.

من النتائج الثانوية لذلك، غير كل ما سبق، غياب الكاريزما، وانعدام الدراما من الـ “شو”. واللعب دائما من موقع دفاع المنطقة. يصير الماتش مملا ولدى المشاهدين دوريات أوروبا.

الآن تتسع شبكة الإخوان القطرية أكثر وأكثر. وحتى لو قضي عليها من قطر، فترقبوا تونس، التي يبني التحالف الإخواني اليساري فيها ترسانة إعلامية جديدة تحت السطح. بالتعاون مع الإعلام الحزب إلهي، الذي يرتدي القناع العالماني.

هذا المنتج الإخواني اليساري القطري وجد ليبقى، لسبب بسيط، أن عليه طلبا في السوق، حتى من كارهيه. هناك شريحة غالبة من الشباب المتعلم لا تريد إعلاما يملي عليها، ولكن تريد إعلاما يثير أسئلة وأفكارا. هذه الطبقة رفضت الجزيرة حين اكتشفت خدعتها، لكن هذا لا يعني أنها اكتفت، أو رضيت بالموجود والمطروح.

About khaledalberry (93 Articles)
إعلامي عمل في بي بي سي ١٢ سنة، راديو وتليفزيون وديجيتال ميديا bbcarabic.com . راسل صحفيا من ١٣ دولة. كان مديرا مناوبا لمكتب بي بي سي عربي في العراق بعد حرب العراق. . راسل بي بي سي من حيفا وجنوب لبنان في حرب تموز /يوليو ٢٠٠٦ .شارك في تأسيس دوت مصر ورأس تحريرها . أصدر أربعة كتب هي الدنيا أجمل من الجنة، ونيجاتيف ورقصة شرقية (القائمة القصيرة للبوكر العربية) والعهد الجديد. له كتابان قيد النشر هما "الأمية المقدسة" و "انفصام شخصية مصر". . حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب جامعة القاهرة

أهلا وسهلا برأيك

%d