بزنس الثقافة وثقافة البزنس: ١ – مدير مكتب استيراد وتصدير الثقافة
قابلت أكيد نموذج المعلم الإعلامي الثقافي الكبير. اللي أغلب الوقت قاعد على القهوة وحواليه ناس، واللي بتسأل نفسك وتستغرب هو جاب التأثير دا كله منين. دا لا ليه كتاب مكسر الدنيا، ولا هو حتى مؤثر إعلاميا بحيث الناس تبقى محدوفة عليه كده. منين التأثير دا؟ أكتر من كده. منين المستوى المعيشي دا؟
مش هتوصل لإجابة. عارف ليه؟ لأنك باصص في اتجاه غلط. إنت بتدور على إجابة في المجال الغلط، في الإعلام والثقافة. لكن الإجابة الحقيقية مش موجودة هناك.
أومال أدور على الإجابة فين؟
الراجل دا يا سيدي بزنس مان. ولو عايز تتحرى أسباب “قوته” قيمه على أساس إنه بزنس مان، هتلاقي الموضوع اتحل.
بزنس مان في أي مجال؟ يعني بيبيع إيه ويشتري إيه؟ وإيه اللي يخليك توصل للنتيجة دي؟
أولا: السوق
فيه أماكن بره مصر (اعتبرهم هم كمان رجال وسيدات أعمال) عايزين بضاعة ثقافية من مصر. عايزين مقالات، وعايزين مراسلين، وعايزين أخبار، وعايزين يصوروا في أماكن. عايزين كمان كتب يتكلموا عنها، في جرايدهم وفي وسائلهم الإعلامية.
الشخص دا عنده اتصالات مع الناس دي. فهو بقى بالنسبة للثقافة في مصر زي سيادة اللوا بتاع العسكرية بالنسبة لمكاتب الاستيراد والتصدير في السلع الحيوية. لازم الأمور تعدي من خلاله. يعني تقدر تقول عليه مدير قطاع استيراد الثقافة وتصديرها.
ثانيا: خطة العمل
١– الاتصالات
دي مش حاجة سهلة. دي خطة. يمدح عليها من حيث تقييمه كبزنس مان. دا راجل كان عادي زيه زي أي شخص تاني، يمكن شغال في جريدة صغيرة أو كبيرة بتاعة ثقافة، بييجي ناس يزوروها، لكن عنده عين ثاقبة من زمان، يعرف بيها مين المؤثرين من الزوار دول ويستثمر فيهم. يعني إيه يستثمر؟ يعني ينفق من وقته ومن فلوسه في الاهتمام بيهم. حتى لو مافيش مصلحة مباشرة. هو كمان “good communicator”، يعني حبوب ولطيف وذكي.
دا بالنسبة للشق الخارجي.
في الداخل بيستثمر برضو. عنده عين جواهرجي تعرف تحدد البضاعة الجيدة. أقصد بيها إنه خلى نفسه موثوق كتاجر ثقافة (وسيط ثقافي). الكاتب أو الإعلامي اللي يرشحه فلان دا تاخده وانت مغمض.
عمل سمعة في السوق. وثقت علاقته بالخارج وقوتها. مش كده وبس، خلته معروف في الداخل إنك لو زعلته هتخسر.
٢– إدارة العملية
الصرامة. الراجل دا مابيهزرش في معايير “التوظيف”، زي أي بزنس مان ناجح. الولاء شرط أساسي في الموظف. ومابيهزرش في معايير المنافسة. زي أي بزنس مان ناجح. الشركة المنافسة اللي ممكن تهددني – خلي بالك، اللي بتهددني، مش عمال على بطال – لازم أحجمها.
٣– التسويق والدعاية المضادة
هنا عنده سلاح قوي، هو الإعلام. هو مش هيدخل في خناقة، هيسلط عليك ناسه. هتلاقي مثلا إن المجموعة دي ممكن تكتب في جريدة الأخبار اللبنانية (ودي جريدة كانت مدارة مباشرة من المخابرات الإيرانية، مباشرة)، أو بيشتغل في الحياة، وهي جريدة ممولة مباشرة من السعودية، وكذلك الشرق الأوسط. أو بيشتغل في قناة قطرية. أو – زمان شوية – ليبية أو عراقية أيام ما كان دا مصدر التمويل الأساسي.
لكن يعمل عليك حملة علشان بتشتغل في مكان بتموله الإمارات أو الكويت!! مشروع تجرأ وتجاوزه في وهو بيدخل سوق الإعلام. حملة منظمة منظمة. مطمن إن الجمهور المستهدف مش هيقف يسأل نفسه هو إيه الفرق.
ودا درس تسويقي. الزن على الودان أخطر من السحر (له أثر سلبي عليه على المدى البعيد، لأنه دعاية سلبية بتدي إحساس التخوف). ابعد جمهورك عن البحث عن منتج آخر. أو على الأقل خوف الجمهور من الدعاية لمنتج إعلامي آخر، خليهم يتعاطوه – إن فعلوا – في السر.
الدرس التسويق الثاني.. المحافظة على صورته الذهنية لدى الجمهور.
شوف الشخص دا في مساهماته الإعلامية، أو الثقافية. هتلاقي حاجة ظريفة جدا. هو لازم يفضل مناضل. بس كمان لازم يفضل “رجل أعمال”. علشان كده بتلاقيه مايسترو في التون بتاعه. يعلو تون النضال في الجو العام، يعلا هو كمان، بس مايبقاش في المقدمة. ينخفض تون النضال، ينخفض هو كمان.
ثالثا: وضوح الهدف والتركيز
يعني، ودا درس في البزنس. الراجل دا نشاطه الأساسي تجارة الثقافة، مش النضال. بس النضال نشاط تسويقي مهم جدا. وبناء عليه. ملتزم بمجموعة من القواعد مايخلفهاش، ومايسمحش لأي غرض تاني إنه يشتته.
١- النشاط التسويقي في خدمة النشاط الأصلي، مش طاغي عليه.
٢- حياته هو الشخصية، وحريته، مش سلعة مطروحة في البزنس بتاعه. المطروح هو حرية آخرين، ومقتطعات من أعمار آخرين (من الشباب المتحمس). هو دايما في المنطقة الآمنة. مش في مقدمة “النضال” في أي قضية. ممكن يهاجم الإرهاب، بس يحافظ على شعرة بينه وبين جمهور الإرهاب. دا في الآخر بزنس مان ومحتاج الجمهور. (نقى رجل أعمال صريح، بيشتغل تسويقيا في موضوع النضال السياسي، وقارن الآداءين هتفهم كلامي). إنتاجه الإعلامي غالبا عبارة عن رسالة تسويقية متكررة، لا تخوض في التفاصيل، لكن بتحدد شوية ملامح عامة، ويسيبك انت تملاها بالشكل اللي انت عايزه.
إيه أهمية الكلام دا
الكلام اللي فوق دا مش هجوم على شخص بعينه. دا تحليل لحالة. القصد منها أقول لك إن البزنس، والتسويق، موجود في كل مكان حوالينا. بس فيه ناس بتعمله بطريقة تتلاعب بيها في عقلك، وتقدم لك نفسها على غير ما هي.
وفيه ناس بتقول لك لأ. اتفضل. اتعلم تسويق يا صديقي، لأنه مهم.
البوست العربي
مشروع بالجهود الذاتية، غرضه نشر ثقافة البزنس، بوصفه كان ولا يزال المحرك الرئيسي للمجتمعات، وعنوان نجاحها أو فشلها. وبوصفه مجال محيط بكل النشاطات الإنسانية، ومؤثر فيها، وفي نفس الوقت، متطلب لطاقة تفكير كبرى منها، علشان تقدر تصيغ قيم جديدة، مبنية على نظرة واقعية منجزة ونافعة لمجتمعاتها (أو العكس حال الفشل في صياغة القيم).
البوست العربي بيحاول يساهم – ولو مساهمة صغيرة جدا – في مساعدة اللماحين، اللي شايفين اتجاه الاقتصاد وسوق العمل رايح على فين. عارفين إن العالم كله بيبعد عن الشهادات، وبينظر للمهارات. المباشرة منها (مهارات العمل) وغير المباشرة (الصفات الشخصية المؤثرة على العمل).
١- تابع فيديوهاتنا السريعة.
٢- استخدمها مفتاح لأبواب جديدة من الاهتمام.
٣- ناقشنا وشاركنا بتجاربك.
أهلا وسهلا برأيك